الاثنين، 3 يناير 2022

قصص من التاريخ ( معركة اليرموك )

 في معركة اليرموك - اليوم الأول - وقبل بدأ المعركة .. خرج رجل من الروم ضخم الجثة يطلب المبارزة من المسلمين، ونحن نعلم أنه توجد مجموعة من صناديد المسلمين واقفة تنتظر الأمر بالمبارزة منهم مائة بدري على الأقل،

وأثناء وقوف هؤلاء الأبطال خرج هذا العملاق يطلب المبارزة؛ فوجد المسلمون غلامًا من "الأزد"
لا يعرفه أحد وهو دون العشرين، يجري ناحية القائد أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه ويقول له:
‏« يا أبا عبيدة إني أردت أن أشفي قلبي، وأجاهد عدوي وعدو الإسلام، وأبذل نفسي في سبيل الله تعالى لعلي أرزق بالشهادة فهل تأذن لي ؟ »
لم يكن من هؤلاء الرجال الذين نادى عليهم سيدنا خالد بن الوليد، وهو غلام دون العشرين، ولا يعرف اسمه أحد، ولكن الله يعرفه، فقال: هل تأذن لي أن أخرج فأقاتل هذا الرجل؟
فهزت الكلمات قلب سيدنا أبا عبيدة بن الجراح، وقال له: اخرج فخرج، وعندما همَّ بالخروج التفت إلى سيدنا أبى عبيدة بن الجراح، وقال له كلمة بكى منها أبو عبيدة بن الجراح قال له: يا أبا عبيدة هل لك إلى رسول الله r من حاجة؟ (فهو ذاهب للشهادة فبكى سيدنا أبو عبيدة بن الجراح حتى اخْضَلَّت لحيته).
فقال أبو عبيدة: أَقْرِأ رسول الله r مني السلام وأخبره أنَّا وجدنا ما وعدنا ربنا حقًّا.
فانطلق الغلام المجهول الذي لا يعرفه أحد ولكن الله I يعرفه، كما قال عمر من قبل عندما ذكروا له فتح فارس ومن قتل من المسلمين فقالوا: قُتِلَ فلان وفلان وفلان وأخذوا يَعُدُّون له عظماء الصحابة، ثم قالوا له: وخلق كثير لا تعلمهم، فقال: وما ضرهم ألا يعلمهم عمر يكفيهم أن الله يعلمهم..
وخرج هذا الغلام لهذا الرجل البطل من أبطال الروم فخرج وهو يقول:
لابد من طعن وضرب صائب
بكل لدن وحسام قابض
عسى أن أفوز بالمواهب
في جنة الفـردوس والمراتـب
(اللدن: الرمح اللين الذي لا ينكسر، أي فيمسك بالرمح ويضرب به وبالسيف)
وانطلق وقاتل هذا الرجل الرومي حتى قتله، وأخذ فرسه وسلاحه وسلمهما إلى المسلمين وعاد من جديد وقال: «هل من مبارز؟»
فخرج له ثاني فقتله، والثالث فقتله، ثم الرابع فقتله، فخرج له خامس فحقق له أمنيته، لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقطع رقبته؛ فطارت رقبة الغلام على الأرض، واستُشهِد في سبيل الله وطارت روحه الطاهرة إلى السماء في حواصل طير خضر تبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلام أبي عبيدة ورسالته..
المصدر :
كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ : جهاد الترباني
*تنبيــه*
‏قصص التاريخ لا تحكى للاطفال لكي يناموا !!
بل تحكى للرجال لكي يستيقظوا....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق